منوعات

“مغامرة مأساوية: الراهب الذي حلّق بألف بالون واختفى في السماء”

في 20 أبريل عام 2008، كانت سواحل ولاية بارانا في البرازيل على موعد مع واحدة من أكثر القصص غرابة في التاريخ الحديث. اجتمع الناس على الشاطئ، حضرت الصحافة، واصطفت الكاميرات لتوثّق مشهداً لم يره العالم من قبل: رجلٌ يستعدّ للتحليق في السماء معلقاً بمئات البالونات المملوءة بالهيليوم. ذلك الرجل كان يُدعى أديلير أنطونيو دي كارلي، راهباً كاثوليكياً كرّس حياته للأعمال الإنسانية. اشتهر بين السكان بذكائه وحبه للمغامرات غير التقليدية، وكان يبحث دائماً عن طرق جديدة لجمع التبرعات للفقراء والبحّارة والسائقين الذين اعتنى بهم طوال سنوات. في ذلك اليوم، قرّر أن يجعل من مغامرته حدثاً خيرياً كبيراً. ارتدى خوذة، وسترة نجاة، وحمل جهاز GPS، وربط نفسه بـ ألف بالون هيليوم بألوان مختلفة… ثم وقف أمام الكاميرات بابتسامة واثقة، كأنه يستعد لرحلة عادية، لا لخطوة محفوفة بالمجهول. الصعود نحو الأعلى… حيث يضيق الهواء ويتسع الخوف بدأت البالونات ترفع جسده ببطء، فيما كان الناس يهتفون ويصفّقون. ارتفع متراً بعد متر، ودقائق بعد دقائق، حتى صار نقطة صغيرة في السماء الزرقاء. وفي اللحظة التي انقطع فيها صوته عن الجمهور، انقطع معها خط الأمان الأخير بينه وبين الأرض. كانت الرياح قوية في ذلك اليوم، ودفعته بعيداً عن الساحل بسرعة أكبر مما توقع. ظلّ يتقدّم نحو عمق البحر، بينما البالونات ترتفع به إلى ارتفاعات لم يكن مستعداً لها. اتصال النجدة الأخير مع دخول الليل، بدأ الخوف يتسلل إلى قلبه. اتصل بالشرطة البحرية بصوتٍ مرتبك وقال: > “أحتاج المساعدة… لقد أخذتني الرياح بعيداً. لا أعرف أين أنا… أرجوكم ساعدوني.” طلبت منه البحرية أن يعطيهم إحداثيات موقعه باستخدام جهاز الـGPS… لكنه، وللمفارقة المأساوية، لم يكن يعرف كيفية استخدامه. قدّم لهم أرقاماً خاطئة، وظلّ صوته يضعف شيئاً فشيئاً. كانت آخر جملة سمعها رجال الإنقاذ منه: > “أظن أنني في المكان الخطأ…” ثم انقطع الخط… إلى الأبد. البحث الذي تحوّل إلى حداد أطلقت البحرية البرازيلية طائرات وسفن إنقاذ بحثاً عنه. وجدوا بعض البالونات الممزقة تطفو فوق الماء… ثم قطعاً صغيرة من المعدات التي كان يحملها… لكن الرجل نفسه لم يكن في أي مكان. ثلاثة أشهر كاملة من البحث مرّت دون جدوى، إلى أن جاء يوم 4 يوليو 2008، حيث عُثر على جثة طافية فوق سطح البحر على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الساحل. أثبتت التحاليل لاحقاً أنها تعود إلى أديلير دي كارلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock