
“أنقذها من الولادة… فسلّمته للمرور!”
فاجأ المخاض سيدة بريطانية حامل في الثالثة فجرًا، بينما كان زوجها خارج البلاد. لم تجد أمامها إلا أن تطلب المساعدة من جارها العربي المعروف بنخوته وشهامته، ليوصلها إلى المستشفى بسيارته.
استجاب الرجل فورًا، وقاد بأقصى سرعة بينما كانت تصرخ من الألم، لدرجة أنه اضطر لتجاوز عدة إشارات ضوئية حمراء مخاطِرًا بتعرضه لسحب رخصته وفق القوانين الصارمة هناك. لكنه لم يتردد، فالحالة طارئة.
وصل بها إلى المستشفى بأمان، وبقي إلى جانبها حتى وضعت مولودها بسلام، ثم عاد إلى منزله مطمئنًا. بعد ساعات، اتصل زوجها يشكره على موقفه النبيل.
بعد أيام قليلة، تلقى إشعارًا من دائرة المرور يطالبه بدفع غرامة بسبب تجاوزه إشارات حمراء. ذهب ودفع الغرامة، لكنه سأل المسؤول بدهشة:
“كيف عرفتم؟ لم تكن هناك كاميرات ولا شرطي مرور!”
فأجابه المسؤول:
“السيدة التي أوصلتها هي من أبلغتنا!”
لم يصدق أذنيه. وفي المساء، زار جارته ليطمئن عليها ويهنئها بالمولود. استقبلته بامتنان بالغ، لكن الفضول دفعه للسؤال:
“هل أنتِ من أبلغ عني؟”
قالت بهدوء: “نعم.”
تعجب وسألها عن السبب. فأجابته:
“نحن بلد يحكمه القانون، والمخالف يجب أن يتحمل نتيجة مخالفته مهما كانت الظروف. بدون احترام النظام لن تُبنى الأمم، وستسود الفوضى. صحيح أنك ساعدتني وأنا ممتنة لك، لكن دوري كمواطنة أن ألتزم بالقانون وأدعم تطبيقه على الجميع… ومنهم أنا.”
ثم ناولته ورقة تفيد بأنها حولت مبلغ الغرامة كاملًا إلى حسابه تعويضًا عما دفعه.





